کد مطلب:350900 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:264

مقدمات إمام البحث
1 - إن المراد بالإمام ها هنا. هو الحجة علی العباد ومن وجبت

معرفته وطاعته وحرم جهله وعصیانه وكانت میتة الجاهل به میتة جاهلیة وهم: علی وأولاده الأحد عشر من الحسن إلی ابن الحسن الغائب المنتظر علیهم من الله تعالی أزكی التحیة وأفضل السلام. أما الأنبیاء السابقون فلیسوا الآن من محل الابتلاء لنا لندخل فی البحث. وأما نبینا الأكرم (ص) فإنه یشمله البحث لكونه إماما أیضا. وسنشیر إلی علمه قبل البحث فی علم أوصیائه. 2 - إن المراد من العلم الحضوری أو الإرادی والإشائی هو: ما كان موهوبا من العلام سبحانه ومستفاضا منه بطریق الالهام أو النقر فی الأسماع أو التعلیم من الرسول أو غیر ذلك من الأسباب. وهذا العلم اختص به الإمام دون غیره من الأنام. ولیس المراد من العلم ها هنا ما حصل بالكسب من الأمارات والحواس الظاهریة والصنایع الاكتسابیة، لاشتراك الناس مع الإمام فی هذا العلم لأنه تابع لأسبابه الاعتیادیة وهذا لا یختص بأحد. وهو بخلاف الأول إذ لا یمنحه علام الغیوب إلا لمن أراد واصطفی. 3 - إن علم الله تبارك اسمه قدیم وسابق علی المعلومات، وهو



[ صفحه 12]



عین ذاته وعلة للمعلومات وأما علم الإمام الحضوری فلا یشارك علم الله سبحانه فی شئ من ذلك لأنه حادث ومسبوق بالمعلومات. وهو غیر الذات فیهم ولیس بعلة للمعلومات وإنما حضوره عندهم بمعنی انكشاف المعلومات لدیهم فعلا. فلا ینبغی أن یتوهم ذو بصیرة بأنهم مشاركون له تعالی فی هذه الصفة وأن القول بالحضوری من الشرك أو الغلو لاختلاف العلمین فی الصفة. علی أن علمه تعالی ذاته وعلمهم عرضی موهوب وممنوح منه جل شأنه. فلم یبق مجال لدعوی اتحاد العلمین بتاتا. 4 - إن المراد من العلم فی المقام هو العلم فی الموضوعات الخارجیة الجزئیة الصرفة لا العلم فی الموضوعات للأحكام الكلیة. لأن جهل الإمام بها نقص فی رتبته وحط من منزلته وإن بیانها من خصائصه ووظیفته ولا العلم فی الأحكام لأن الإمام لا بد وأن یكون علمه فیها حضوریا إذ لا لا یجوز أن یسئل عن حكم لم یكن علمه لدیه حاضرا وإلا لم یكن الحجة علی العباد بل ولبطلت إمامته. 5 - إن الكلام فی علم الإمام یشمل العلم بالساعة والآجال والمنایا وغیرها مما ظاهره استئثاره به تعالی والتی یجمعها قوله جل شأنه: (إن الله عنده علم الساعة وینزل الغیث ویعلم ما فی الأرحام. وما تدری نفس ماذا تكسب غدا وما تدری نفس بأی أرض تموت. لأن النصوص الخاصة صریحة فی أن الله تعالی أطلعهم علی هذا



[ صفحه 13]



العلم بال وبعض الآیات الكریمة مثل قوله تعالی: ولا یظهر علی غیبة أحدا إلا من ارتضی من رسول وبها نرفع الید عن ظواهر الآیات والروایات التی دلت علی اختصاصه تعالی بها دون خلقه أو یحمل الاختصاص علی العلم الذاتی دون العرضی.